البحر الميت هو بحيرة تقع ما بين الأردن، إسرائيل والضفة الغربية (الأراضي الفلسطينية)، يصب فيها نهر الاردن. يعتبر سطح البحر الميت اعمق نقطة يابسة في العالم فهو يقع على عمق 417م تحت سطح البحر بحسب قياسات عام 2003.
مع أن اسمه بالعربية البحر الميت فإنه في الواقع عبارة عن بحيرة. وذلك بسبب كونه شديد الملوحة، فهي تقارب عشرة اضعاف ملوحة المحيطات وتتغير هذه القيمة اعتمادا على العمق، لا تعيش فيه الكائنات البحرية ولذلك سمي بالبحر الميت بالرغم من وجود بعض انواع البكتيريا والفطريات الدقيقة فيه.
تكوّن البحر الميت لدى تكوُّن الشق السوري الإفريقي، حيث حصرت مياه بحرية في تلك المنطقة، وعمل تبخر الماء على زيادة نسبة الاملاح فيها.
يتهدد البحر الميت بالزوال بسبب انخفاض كميات الماء التي تصب فيه، إذ ان شفط المياه من نهر اليرموك ونهر الأردن من قبل إسرائيل والأردن، قلل بشكل حاد كميات المياه التي تصل إلى البحر الميت مما يهدده بالجفاف. ومن المشاريع المقترحة لإنقاذ البحر الميت تبرز خطة شق قناة من البحر الأحمر أو البحر الأبيض المتوسط لتسييل المياه الملحة إلى البحر الميت، ولكن هذا المشروع مختلف عليه بسبب خشية الخبراء من تداعيات غير متوقعة قد تكون له على البيئة وعلى تركيب مياه البحر الميت، وبسبب تكاليفه الهائلة.
يعتبر البحر الميت من مناطق السياحة العلاجية الأكثر نشاطا في المنطقة حيث يقال أن الأملاح الموجودة به تشفي كثيرا من الأمراض الجلدية مثل الصدفية والحساسيات الجلدية المتنوعة, فعندما يلتقي ماء البحر بصخور الشاطئ فإنها تصطبغ بلون الثلج من جراء الأملاح التجمعة على صخور الساحل، وايضا يعتبر من المراكز الإقتصادية التي تبنى عليها كثير من الصناعات مثل مصانع الملح ومصانع المستحضرات التجميلية والعلاجية.
يذكر البحر الميت في الكتاب المقدس ببعض الأسماء منها: بحر الموت وبحر الملح وبحر العربة. وباللغة العبرية العصرية تعرف البحيرة باسم "بحر الملح" (ים המלח "يام هاميلَح") أما اسم بحر الموت (ים המוות "يام هاماڤِت") فيذكر أحيانا في الشعر العبري العصري. وتذكر البحيرة أيضا في كتب الجغرافيين والمؤرخين الإغريقيين من القرن الأول ق.م. والقرن الأول للميلاد.
وقد كتب القدماء الكثير عن ملوحة البحر الميت وعن مرارة مياهه. وحمل البحر الميت أسماء كثيرة وأطلق عليه البحر اسم "البحيرة المميتة، وبحيرة زغر (زغر ابن لوط) أو بحيرة لوط" فقد كتب ياقوت (1179 1229) ما يلي:
"مثل البحيرة المنتنة وهي بحيرة زغر ويقال لها المقلوبة أيضاً وهي غربي الأردن قرب أريحا وهي بحيرة ملعونة لا ينتفع بها في شيء ولا يتولد فيها حيوان ورائحتها في غاية النتن . وقد تهيج في بعض الأعوام فيهلك كل ما يقاربها من الحيوان الأنسي وغيره حتى تخلو القرى المجاورة لها زماناً إلى أن يجيئها قوم آخرون لا رغبة لهم في الحياة فيسكنونها وإذا وقع في هذه البحيرة شيء لم ينتفع به كائناً ما كان فانها تفسده، حتى الحطب فان الرياح تلقيه على ساحلها فيؤخذ ويشعل، فلا تعمل النار فيه. وذكر ابن الفقيه أن الغريق فيها لا يغوص، ولكنه لا يزال طائفاً حتى يموت".
يبلغ طول البحر الميت 79 كيلومترا (48 ميلا) وعرضه خمسة عشر كيلومترا وسبعمائة متر أما انخفاض سطحه عن سطح البحر الابيض المتوسط فيبلغ 392 وتبلغ مساحة البحر الميت الإجمالية حوالي 945 كيلومتراً مربعاً. وأما أعمق عمق له فيبلغ 401 متراً ويقسمه شبه جزيرة اللسان إلى شطرين غير متساويين فالشطر الجنوبي هو مستنقع مالح ويبلغ عمقه من 6 إلى 8 أمتار. ومن أهم مصادر مياهه نهر الأردن الذي يصب فيه من الشمال وتأتيه المياه شرقاً من وادي زرقاء ماعين ومن سيل الموجب وغرباً من عين جدي. وهناك مشاريع فندقية جديدة لكي يستجم السياح عند البحر الميت.