المزاح إلى أين ؟

المزاح





ممل لاشك فيه إدخال السرور على المؤمن وتحويل أحوائه الملبدة بالغيوم إلى أجواء تغمرها البسمة من الأمور التي يأمر بها الاسلام ويطلبها . . إن أجواء الكآبة والتشاؤم والحزن والمآسي وما يمر على الإنسان من مشاكل واحداث وهموم لايمكن أن تزول إذا لم يخرج اليها مايغيرها ويبدلها الى الأفضل والأحسن وهذا غالباً مايحدث عندما يلتقي الأخوان المخلصون الذين يجدون في ملتقاهم كل حنان وعطف ويتبادلون الفكاهة الطيبة المؤدبة ويزفون النكتة الأدبية المريحة ويطرحون المزحة المفرحة عندها لاتكاد تخرج من جلستك إلا وقد تغيرت نفسيتك وهانت الدنيا بمشاكلها واحداثها حتى الكبير منها ..
وإن لقاء الأخوة فيما بينهم, بل اللقاء العابر الذي يجمع لفيفاً من الناس على مثل ذلك يحب أن يتمتع بالورع والتقوى والحس الديني ولاتعدى حدود الله وحقوق العباد . . إذا جمعك والناس مجلس كهذا يجب أن يكون المزاح مؤدباً تخاف الله فيه, فلا تخرج كلمة بذيئة من فمك الذي اعتاد أن ينطق الحق ويصدع بالصدق .. عن فمك الذي نطق وقال لااله الا الله محمد رسول الله يابى لك أن تسف وتنحرف وتدخل في باطل و ضلال ... نعم إذا أردت المزاح مع أصدقائك فامزح ولاتقل إلا الحق ولاتستعمل أسلوب البطالين الذي ينسون الله بمجرد ان يدخلوا في أجواء المزاح فتراهم يكذبون في مزاحهم, وتراهم يغتابون الناس في مزاحهم وتراهم يحاكون الناس في أفعالهم ومنطقهم ليضحكوا الحاضرين ... وهكذا يسترسلون في فس الأجواء المحرمة وإذا رحت تنصحهم وتعطفهم بالكف عن ذلك أجابوك : إننا نريد ندخل السرور على مجلسنا ونُفرح من هو معنا, قربة الى الله .. يبررون حرامهم بالقربة الى الله.. إنهم يريدون أن يدخلوا إلى قلوب الناس الفرح بالأمور المحرمة... وهذا لايكون ولم يسمح به الله بل الله أذِنَ لنا بالمزاح المؤدب الذي يدخل السرور على قلوب الناس دون ارتكاب الحرام...

يقول معمر بن خلاد : سألت أبا الحسن عليه السلام فقلت : جعلت فداك الرجل يكون مع القوم فيجري بينهم كلام يمزحون ويضحكون فقال : لابأس مال يكن ؟ فظننت أنه عنة الفحش ثم قال : إن رسول الله (ص) كان يأتيه الإعرابي فيأتي إليه بالهدية ثم يقول مكانه : اعطنا ثمن هديتنا فيضحك رسول الله ( ص ) وكان إذا اغتنم يقول : مافعل الأعرابي ليته أتانا.

ويقول الامام الصادق عليه السلام : مامن مؤمن إلا وفيه دعابة قلت ( السائل ) وماالدعابة ؟ قال : المزاح

نعم يحرم المزاح الذي يتضمن إيذاءاً او حراماً كمحاكاة الناس وغيبتهم وبهتانهم ويكره كثرةالمزاح لأنه يؤدي إلى الخروج عن حد الإعتدال ويتحول المجلس كله إلى هذا النوع من عدم ذكر الله ومن هنا ورد النهي عنه ونجد بعض الأحاديث تحذر من المزاح ومن الانزلاق فيه .

ففي الحديث : إياكم والمزاح فإنه يذهب بماء الوجه
ويقول الصادق عليه السلام : لاتمار فيذهب بهاؤك ولاتمازح فيجتري عليك