منتديات جدعلي الثقافية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


يداً بيد نواصل الإبداع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أسلوب النبي في تربية الطفل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 54
تاريخ التسجيل : 17/07/2008

أسلوب النبي في تربية الطفل Empty
مُساهمةموضوع: أسلوب النبي في تربية الطفل   أسلوب النبي في تربية الطفل Emptyالأحد يوليو 20, 2008 8:02 pm


أسلوب النبي في تربية الطفل


لقد عمل الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله ، مضافاً إلى توصية أتباعه الإهتمام بتربية الأطفال وبذل العناية البالغة بإحياء الشخصية فيهم ،على تطبيق جميع النكات والرقائق اللازمة بالنسبة إلى أولاده ، فقد بعث فيهم الشخصية الكاملة منذ الصغر . لقد كان صلّى الله عليه وآله يراقب أطفاله منذ الأيام الأولى للولادة ، فالرضاع ، فالأدوار الأخرى خطوة خطوة ، ويرشدهم إلى الفضائل العليا والقيم المثلى ، يحترمهم ويكرمهم حسب ما يليق بهم من درجة تكاملهم الروحي. وأهم من ذلك أنه كان لا يقصر اهتمامه على اطفاله فقط ، بل كان يهتم بتربية أطفال الآخرين أيضاً ، فقد كان ـ في الواقع ـ مربياً عظيماً وأباً عطوفاً لأطفال المسلمين أيضاً ، وكان يسعى لاحياء الشخصية الفاضلة فيهم قدر المستطاع وعلى سبيل الشاهد نذكر نماذج من سلوكه ( ص ) في تربية أولاده وأولاد المسلمين أيضاً
روي عن أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب ـ مرضعة الحسين عليه السلام ـ قالت : « أخذ مني رسول الله صلّى الله عليه وآله حسيناً أيام رضاعه فحمله ، فأراق ماءً على ثوبه ، فأخذته بعنف حتى بكى . فقال صلّى الله عليه وآله : مهلاً يا أم الفضل ، إن هذه الاراقة الماءُ يطهرها ، فأي شيء يزيل هذا الغبار عن قلب الحسين ؟ » (1).
إن مرضعة الحسين عليه السلام ترى في البلل الذي احدثه على ثوب جده ـ شأنه في ذلك شأن سائر الأطفال ـ عملاً منافياً ، ولذلك فهي تأخذه من يد رسول الله ( ص ) بعنف في حين أن ذلك يخالف سلوك النبي ( ص ) مع الأطفال ، ومع فلذة كبده الحسين بصورة خاصة.
فالطفل الرضيع يدر العطف والحنان ، كما يدرك الحدة والغلظة بالرغم من ضعف روحه وجسده ، ولذلك فهو يرتاح للحنان ويتألم من الغلظة والخشونة. ان الآثار التي تتركها خشونة المربي في قلب الطفل وخيمة جداً بحيث أنها تؤدي إلى تحقيره وتحطيم شخصيته ، وإن إزالة هذه الحالة النفسية من الصعوبة بمكان. ولذلك فإن الرسول الأعظم ( ص ) يقول لمرضعة الحسين ( ع ) : إن ثوبي يطهره الماء ، ولكن أي شيء يزيل غبار الكدر وعقدة الحقارة من قلب ولدي ؟

الرسول الأعظم وأطفال الناس :

هذه الرعاية التربوية نفسها كانت تنال أطفال المسلمين بصورة عامة فقد كان ينبه الآباء إلى واجباتهم في الحالات المناسبة. فقد جاء في الحديث .
« وكان صلّى الله عليه وآله يؤتى بالصبي الصغير ليدعو له بالبركة أو ليسميّه. فيأخذه فيضعه في حجره تكرمة لأهله. فربما بال الصبي عليه فيصيح بعض من رآه حين بال. فيقول ( ص ) : لا تزرموا بالصبي فيدعه حتى يقضي بوله ، ثم يفرغ من دعائه أو تسميته. فيبلغ سرور أهله فيه ، ولا يرون أنه يتأذى ببول صبيهم ، فإذا انصرفوا غسل ثوبه » (2).
في هذا الحديث ثلاث نقاط جديرة بالملاحظة :
الأولى ـ أن الرسول الأعظم كان يستغل جميع الأساليب والوسائل لاحترام المسلمين وتكريمهم ، ومن ذلك احتضان أطفالهم الرضع بكل حنان وعطف ومعاملتهم بالشفقة ، فأحد أهداف النبي في عمله هذا هو تكريم أولياء الأطفال كما ورد التصريح بذلك في الحديث... « تكرمة لأهله ».

الثانية ـ ان الطفل يبول طبقاً لحاجته الطبيعية وأداءً لعمل فطري ، ولا يدرك في عمله هذا استحسان المجتمع أو استياءه. ولذلك فإن الرسول صلّى الله عليه وآله يقول : لا تغلظوا معه ولا تمنعوه من التبول ، دعوه حراً. ولا شك في أن إجبار الطفل على إمساك ما تبقى من بوله يخالف القواعد الصحية.

الثالثة ـ إن خشونة الوالدين وغلظتهما تؤدي الى تحقير الطفل وإيذاءه وإن الإنهيار النفسي للطفل يؤدي إلى نتائج سيئة طيلة أيام العمر. فعلى الراغبين في تنشئة أطفالهم بصورة صحيحة أن يحذروا من إثارة غبار التألم والإستياء في الضمير الباطن لهم .




( 1 ) هدية الأحباب ص 176.
( 2 ) بحار الأنوار للعلامة المجلسي ج6|153.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://jidali.yoo7.com
 
أسلوب النبي في تربية الطفل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات جدعلي الثقافية :: منتدى الإجتماعي :: منتدى الأسرة والمجتمع-
انتقل الى: